الاثنين، 14 فبراير 2011

ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم السعيد

في بطحاء مكة وفي بيت عريق في الشرف وهو بيت شيبة الحمد عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي, زوج عبد المطلب ولده الذي نجاه  الله من الذبح, من سليلة الشرف أشرف فتاة وأعفها وأكملها خلقاً آمنة بنت عبد مناف بن زهرة, وماأن تزوجها عبد الله حتى حملت منه بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم, وواكب حمله ووضعه آيات نبوته, فقد ولد صلى الله عليه وسلم من نكاح شرعي لامن سفاح جاهلي, وهي عصمة إلهية لايقدر عليها إلا الله, كذلك فعندما حملت به آمنة رأت نوراً خرج منها أضاءت له قصور الشام, واثناء حمل السيدة آمنة أتاها آت وقال: لها إنك حملت بسيد العالمين ,فإذا وضع في الأرض قولي أعيذه بالواحد الأحد من شر كل ذي حسد ,وسميه محمداً فإسمه في التوراة أحمد فيحمده أهل السوات والأرض ,.كذلك ولد الرسول صلى الله عليه وسلم مقطوع السرةعلى خلاف المواليد التي تقوم القوابل بقطع سرارهم المتصلة بأمهاتهم ,هذا بالإضافة إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم ولد مختوناً فلم يختن كما ختنت المواليد ,ولهذا أعجب به جده عبد المطلب وقال سيكون لإبني هذا شأناً عظيماً وحظى الحبيب محمد عند جده عبد المطلب بأكرم منزلة .
ومن آيات نبوته صلى الله عليه وسلم إنكسار البرمة التي وضعت عليه بعد ولادته على عادة النساءمن قريش, إذ وجدت منكسرة على شقين ولم يبت تحتها صلى الله عليه وسلم ,كذلك إهتز إيوان كسرى لمولده ,وسقطت أربع عشرة شرفة من شرفاته وخمدت نار فارس التي لم تخمد من ألف سنة .
ومن آيات نبوته امتلاء البيت الذي ولد فيه نوراً, ورؤية النجوم وهي تدنو منه حتى لتكاد تقع عليه صلى الله عليه وسلم, وقد رأت ذلك أمه والقابلة التي كانت معها وحدثتا به وهو حق لا باطل وصدق لا كذب .
وهذه عشر آيات واكبت ميلاده صلى الله عليه وسلم إعلاناً عن نبوته ,وإعلاماً بعلو شأنه وإخباراً بما سيؤول إليه أمره, فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
ولد الرسول صلى الله عليه وسلم بدار محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف, وهي الآن مكتبة عامة, وكان ذلك عام الفيل أي بعد غزو ابرهة الحبشي لمكة بخمسين يوماً .
ولد الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاة والده بأشهر إذ كان حملاً في بطن امه .
ان أول من تشرف برضاعته كانت أمه السيدة آمنة, ثم ثويبة جارية أبي لهب , ثم أرضعته حليمة السعدية, وقد رأت اثناء تشرفها بأخذه ورضاعته آيات نذكر منها إدرار اللبن في ثدييها وقوة أتانها التي كانت تركب عليه بعد ضعف  وإخضرار أرضها بعد جدب  .
أرضعته السيدة حليمة سنتين لم تعرف خلالها إلا زيادة في الخير والبركة , وكان صلى الله عليه وسلم يشب في تلك السنتين شبابً لايشبه الغلمان, فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاماً شديداً, فأرجعته السيدة حليمة إلى والدته وطلبت منها ان تبقيه في أرضها سنتين أخرى خوفاً من وباء مكة,  وما أن عادت حليمة به حتى حدثت له حادثة شق الصدر فأرجعته إلى والدته خوفاًعليه .
وبعد عودة الرسول إلى مكة كفلته أمه وجده عبد المطلب, وفي زيارة لها لأخوال أبيه في يثرب واثناء عودتها إلى مكة أدركتها المنية فماتت ودفنت بالأبواء ,فعادت بالحبيب جارية أبيه أم أيمن ( بركة) باركها الله ورضى عنها وهي أم أسامة بن زيد  .
سلمت أم أيمن حبيبنا الطفل إلى جده عبد المطلب فكفله , ولقد لقى حبيبنا الطاهر من جده كل حفاوة وتكريم وإجلال وتقدير مالا يقادر قدره ولا يعرف مداه ,إلا أن الجد الرحيم بحفيده مات وعمر الحبيب ثمان سنوات , فكفله عمه ابو طالب  ومازال في كفالته حتى بلغ سن الرشد, ولازمه كافله فلم يتركه ولم يسلمه لقريب أو بعيد حتى قبضه الله في السنة الحادية عشر من البعثة النبوية العظيمة , ومات ابو طالب مع الأسف على غير ملة الإسلام  .
ومن مظاهر الكمال المحمدي قبل النبوة  استسقاء عمه به وهو طفل فألصق ظهره بالكعبة, فأقبل السحاب وأغدق, وانفجر الوادي وأخصب النادي والبادي , ومن مظاهر كماله صلى الله عليه وسلم اأنه لم تكشف له عورة , فحفظه الله من كل مايسيء إلى مقامه الرفيع ومكانته السامية ,ومن مظاهر كماله إن الله قد بغض إليه الأوثان , وحكمت له قريش في أعظم خلاف له كاد يفضي بها إلى الحرب والقتال ,ووصفوه أهالي قريش بأنه الأمين إذ لم يعرف بخيانة في عرض ولا مال ولا قول ولا عمل قط .
ومن مظاهر كماله اعتراف بحيرى الراهب بكماله وبنبوته عندما رأى خاتم النبوة ,وشاهد بغضه الحلف باللات والعزى, ومن مظاهر كماله  حضوره حلف الفضول ومفاخرته به في قوله صلى الله عليه وسلم  "لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان  حلفاً ماأحب  أن لي به حمر النعم ولو دعيت له في الإسلام لأجبت" ومن الكمالات المحمدية رغبة السيدة خديجة فيه وزواجها بها صلى الله عليه وسلم .
 وعندما بلغ الحبيب الأربعين من عمره صلى الله عليه وسلم جاءت ساعة طلوع الشمس المحمدية, وهاهو ذا صلى الله عليه وسلم إن غدا أوراح  لايمر بشجر ولاحجر إلا قال له السلام عليك يارسول الله  فيلتفت حوله يميناً  وشمالاً, فلا يرى أحدأ سوى الشجر والحجر يسلم عليه وفي ليلة الإثنين  من شهر ربيع الأول طلعت الشمس المحمدية ونزل إليه الوحي بخاتمة الرسالات الإلهية .
 إن الحبيب المصطفى  بشر إلا أنه أكملهم وافضلهم, وواهب ذلك الكمال هو الله عزوجل تعالى جده وعظم سلطانه, ومن هنا كان الكمال المحمدي ذاتاً وصفاتاًعطاءً إلهياً لايسامى رسول الله فيه ولايقوى القلم على رسم حقيقته .
كان الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل ولا بالقصير, فخم الرأس واللحية, مشرباً بحمرة أدعج العينين, سبط الشعر, سهل الخدين, كأن عنقه إبريق فضة إذا عرق كان العرق في وجهه اللؤلؤ الرطب, لطيب عرقه وريحه, وخاتم النبوة بين كتفيه حوله شعر طيب جميل,و كانت تلك صورة الرسول صلى الله عليه وسلم رسمها أبلغ أصحابه بياناً وأفصحهم لسانأ.
وبعد إن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم لاتكفيها مدونة , وحب نبينا صلى الله عليه وسلم موجب لكل خير, دافع لكل شر, فأكثروا من ذكره, وأبكوا شوقأ وحنيناً إليه, واذكروا شمائله,  وعظموا آل بيته واصحابه ,أعفوا عن مسيئهم وأقبلوا من محسنهم .
إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً وقد قال صلى الله عليه وسلم " رغم انف امريء ذكرت عنده ولم يصل علي"
محمد المبعوث للناس رحمة          يشيد ماأوهى الضلال ويصلح 
لئن سبحت صم الجبال مجيبةً        لداود أولان الحديد المصفح
فإن الصخور الصم لانت بكفه        وان الحصا في كفه ليسبح
وإن كان موسى أنبع الماء بالعصا    فمن كفه أصبح الماء يطفح
وان كانت الريح الرخاء مطيعة      سليمان لاتألو تروح وتسرح
فإن الصبا كانت لنصر نبينا          ورعب على شهر به الخصم يكلح
وإن أوتي الملك العظيم وسخرت    له الجن تسعى في رضاه وتكدح
فإن مفاتيح الكنوز بأسرها            أتته فرد الزاهد المترجح
وإن كان إبراهيم أعطى خلة         وموسى بتكليم على الطور يمنح
فهذا حبيب بل خليل مكلم              وخصص بالرؤيا وبالحق أشرح
وخصص بالحوض الرواء وباللوا   ويشفع للعاصين والنار تلفح
وبالمقعد الأعلى المقرب ناله         عطاء لعينيه أقر وأفرح
وبالرتبة العليا الوسيلة دونها         مراتب أرباب المواهب تلمح
ولهو إلى الجنات أول داخل          له بابها قبل الخلائق يفتح
صلى الله على محمد                    صلى الله عليه وسلم
الهي روح روحه وضريحه         بعرف شذي من صلاة ورضوان

المراجع :ابو بكر الجزائري (هذا الحبيب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يامحب)
ابن كثير :شمائل الرسول  ( ودلائل نبوته وفضائله وخصائصه )تحقيق عبد القادر الأرناؤوط
استودعكم في رعاية الله وحفظه حتى نلتقي مع مدونة اخرى وحدث جديد
                     اميرة مصطفى

الاثنين، 7 فبراير 2011

تباًلك ايها المتصل بمذيعة قناة الجزيرة

تلقت إحدى مذيعات قناة الجزيرة إتصالاًمن( مذكور) عرف نفسه بأنه (علي حمدان) ونسب نفسه للمملكة العربية السعودية وفي ذلك الإتصال طلب من المذيعة أن تسمح له (..................) وكانت المذيعة في ذلك الوقت تعلق على أحداث المظاهرات المصرية التي كانت تجري في ميدان التحرير, وقبل أن أرد على المذكور الذي انتزع منه الحياء اود ان أقدم الإعتذار الكبير للمذيعة بالأصالة عن نفسي, وعن كل فرد في المملكة العربية السعودية سمع بتلك المكالمة او لم يسمع بها,و أعتذر عن كل فرد غيور على دينه ووطنه وشبابه اعتذاراً يليق بمكانة دولتنا المعطاء .
إن المذكور بما قاله لايمثل إلا نفسه وتربيته ,وارأب بنفسي أن أذكر أنه شاب وأقل وصف استطيع أن أصفه به انه وللاسف قليل الحياء.
إن الحياء خلق رفيع لا يكون إلا عند من عز عنصره, ونبل خلقه ,وكرم أصله والحياء خلق نبيل يحول بين من يتمتع به وبين فعل أوقول المحرمات ,وإتيان المنكرات ويصونه من الوقوع في الأوزار والآثام ,وبتعبير آخر فالحياء هو الإمتناع عن كل مايستقبحه العقل ولا يقبله الذوق السليم, والحياء سمة يسمو بها الإنسان عن غيره من المخلوقات وخصلة منحها الله إياه ليحفظ بها ماء وجهه .
إذاقل ماء الوجه قل حياؤه                ولاخير في وجه إذا قل ماؤه
حياءك فاحفظه عليك فإنما                يدل على وجه الكريم حياؤه
وكان الحياء من الأخلاق العربية الأصيلة التي يتفاخر بها العرب قبل الإسلام فهاهو عنترة العبسي يفتخر قائلاً
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي          حتى يواري جارتي مخباها
وجاء الدين الحنيف ليطالبنا بالحرص على الحياء, فهو شعبة من شعب الأيمان,  وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها.
وللحياء فضائل عديدة دلت عليها سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم, فمن ذلك عن عمران بن الحصين رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء لايأتي إلا بخير وفي صحيح مسلم "انه قال الحياء كله خير" وفي سنن أبي داوود والنسائي انه قال"ان الله حيي ستير يحب الستر والحياء"
وإذا أبغض الله عبداً نزع منه الحياء وإذا نزع الحياء من شخص لاتجده إلا بغيضاً مبغضاً, وينبهنا الأستاذ مصطفى السباعي في كتابه "هكذا علمتني الحياة "إلى اهمية الحياء في استقامة السلوك بقوله "إذا همت نفسك بإرتكاب المعاصي فذكرها بشيم الكرامة فإذا لم ترتدع فذكرها بالله فإذا لم ترتدع فذكرها بالبغض بين الناس فإذا لم ترتدع فاعلم انك قد غدوت حيواناً" .
وهنا ألا يحق لي ان اسأل في هذه الأيام لماذا أصبح الحياء نادراً بين قلة من الشباب الذين أصبحوا يجاهرون بالمعاصي تحت ستار الحداثة والتحرر, الا يعلم اولئك الشباب انهم عصب الحياة وقوامها  وصلاحهم هو صلاح لأمتهم وفسادهم فسادها.
إن سن الشباب هو بين الثلاثين والأربعين وما بكت العرب على شيء كما بكت على الشباب حتى قال قائلهم
الا ليت الشباب يعود يوماً           فأخبره بما فعل المشيب
والشباب قوة بين ضعفين ضعف الطفولة ,وضعف الشيخوخة ,والشاب لا تكمن قوته في جسمه, ولا في شهوته ,وإنما الشباب في قوة التفكير والعزيمة وحماس الروح والأبداع ,وهناك قلة من الشباب التافهين المترفين  الذين لايحدوهم أمل ولا تحركهم غاية .
وأقول للمذكور اتقي الله في نفسك واسرتك, فما ذنب أمك أو زوجتك أو إبنتك او أختك ليتطاول عليهن حقير من امثالك , الاتعلم انه كما تدين تدان ولو زدت لزاد السقا .
أيها المذكورطهر فمك من الفحش ,ونزه لسانك من العيب ,واخجل من ذكر العورات فإن من سوء الخلق ان يتلفظ الإنسان بالكلمات البذيئة دون ان يحسب حساب لما ينتج منه من ردود فعل نحوه ,أوممن كان  يستمع لألفاظه, ومن الحياء ان تحرص على سمعتك فلا تقول اوتعمل مايشوهها ,ومن المصلحة أن تجعل سمعتك نظيفة وقد قال احد الحكماء من كساه الحياء ثوبه لم يرى الناس عيبه .
أيها المذكور اتقي الله واجعل فتية الكهف قدوة لك فقد زكاهم المولى عزوجل في محكم التنزيل بقوله "إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى"ولا تكن ممن قال فيهم الشاعر
إذا حرم المرء الحياءفإنه           بكل قبيح كان منه جدير
يرى الشتم مدحاًوالدناءة رفعة     وللسمع منه في العظات نفور
اوكما قال شاعر آخر
إذا لم تخش عاقبة الليالي          ولم تستح فافعل ماتشاء
فلا والله مافي العيش خير         ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرءمااستحيا بخير       ويبقى العود مابقي اللحاء
وإني ليثنيني عن الجهل والخنا وعن الشتم خلائق أربع, حياء وإسلام وتقوى وإني كريم ومثلي قد يضر وينفع .
هداك الله ايها المذكوروهدى جميع شبابنا إلى مافيه خير وصلاح أمتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو نعم الولى ونعم المجيب . 
ومع مقال آخر استودعكم في رعاية الله وحفظه ودمتم مع تحيات
        اميرة مصطفى يوسف

السبت، 5 فبراير 2011

بمناسبة تظاهر المصريين في 25يناير

إن يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم, ومن رعى غنماً في أرض مسبعة ونام عنها تولى رعيها الأسد .
ماهو إحساس الفرد إذا وجد أن رئيسه لايسكن في قصر بل قصور وهو لايعيش في مسكن بل تؤيه القبور؟وماهو احساسه إذا وجد أن حاكمه ومن هم على شاكلته يأكلون مالذ وطاب ,وهو ليس لديه إلا الفول والطعمية وأحياناً يسف التراب ؟وماهو إحساسه إذا شعرأن الطبقة الحاكمة تنعم بشرب الماء القراح وهويبحث عنه من المساء إلى الصباح؟ ماهو إحساسه إذا شعر أن حاكمه وأهل الذوات لاتنقطع عنهم الكهرباء, وهوليس لديه إلا ضوء القمر وحاله يزداد تدهور وعناء ؟ماهو إحساسه إذا جاب بلاده طولاً وعرضاً يبحث عن عمل وغيره يجد ذلك دون تعب اوكلل؟ ماهو إحساسه إذا لم يستطع ان يشتري في مرضه علبة دواء ,وحاكمه بإمكانياته يستطيع أن يقهر الداء ؟ماهو إحساس الفرد الذي حصل من العلم على أعلى الدرجات, ولايملك من حطام الدنيا إلا الفتات ؟ ماهو إحساسه إذا شاركه حاكمه ومن هم على وزنه في لقمة العيش, وأصبحوا يتحكمون في كل شيء وهو لاشيء ؟
إن الإحساس بالظلم لايصنع ولاء الشعوب, ولذا رأينا الشعب المصري يصر على إقصاء حاكمه بالقوة, وتناسى ماله من حسنات إذا كان له حسنات, ولا مانع لدى الشعب  أن يموت بضع افراد منهم ليعيش غيرهم .
أرأيتم مايصنع الظلم بالشعوب إنه وحش كاسر يصمد فترة ثم يفيق .
كيف يظلم من وهبه الله الحكم ألم يقسم على خدمة الشعب , كيف ينام قرير العين وهوبعيد عن العدل , أليس العدل هو أساس الملك ولنا في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه خير أسوة .
إن الدكتاتورية لم تكن حلاً في يوم من الأيام, بل هي أس المشاكل التي يعانيها الشعوب من الناحية السياسية, والإجتماعية ,والإقتصادية .
إن حرم الرئيس مبارك قالت يوماً في منتدى الشباب الدولي تحت عنوان (قوة الشباب من أجل السلام )وهي تزكي شباب بلدها  "إنهم بناة المستقبل مصممو عالم أفضل وهم بالطبع قوادنا للتغيير ".
إن شباب بلدك لم يخذلك ياسيدة مصر الأولى وهاهم هبوا ليقولوا كلمتهم  لا لمبارك, ولا للظلم, ولا للفقر, ولا للمحسوبية, ولا للبطالة , ونعم لحياة كريمة نعم للعدل ونعم للحق  .
اليس للحق دولة وللباطل جولة  إن الحق ليعلو ولايعلى عليه, ومن صارع الحق صرعه.
نعم ياسيدة مصر إنهم شباب مصر بناة المستقبل وقد صمموا على حياة أفضل ولا أحسبهم إلا أنهم قادة مصر للتغيير .
واخيراً أقول هي النفس ماحملتها تحمل وللدهر أيام تجور وتعدل .
واستودعكم في رعاية الله وحفظه حتى مقال آخر مع
                  اميرة يوسف

بمناسبة احداث مصر(هل تعرفون فضائلها وعجائبها)ارضها ذهب وهي لمن غلب

مصر هي من اقدم المدن التاريخية, فيها مراح ومستراح لجميع أقطار المعمورة من السياح, ويقال أنه لما قسم نوح عليه السلام الأرض بين اولاده جعل لإبنه حام مصر وسواحلها والغرب وشاطيء النيل, فلما دخلها بيصر بن حام وبلغ العريش قال (اللهم إن كانت هذه الأرض التي وعدتنا بها على لسان نبيك نوح وجعلتها لنا منزلاً ,فاصرف عنا وباءها, وطيب لنا ثراها , وصفي لنا ماءها, وانبت كلأها وبارك لنا فيها, وتمم لنا وعدك انك على كل شيء قدير, وانك لاتخلف الميعاد , ثم جعلها بيصر لأبنه مصر وسماها به , وعليه فإن أصول المصريين إجمالاً تعود لحام بن نوح. 
ويقال إن اسمها كان قبل طوفان نوح (جزلة), ثم سميت مصر وهي مشتقة من مصرت الشاة إذا أخذ من ضرعها اللبن, فسميت مصر لكثرت مافيها من الخير مما ليس في غيرها, فلا يخلو ساكنها من خير يدر عليه منها كالشاة التي ينتفع بلبنها وصوفها وولادتها .
ومذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد وردت مسميات مصر على النحو التالي, ففي اللغة الأكدية(مصري), والأشورية (مشر) والبابلية (مصر) والفينيقية (مصور) وفي العربية القديمة (مصرو) وفي العبرية (مصراييم) وهذه التسميات جميعاًهي قريبة من اسم مصر الحالي, وتعني المكنون والحصين, وهي كلمة تدل على كونها محمية بفضل طبيعتها الجغرافية, وتعرف لدى المصريين بأنها المحروسة, ويعتقد البعض ان إسم مصر يعود إلى كلمة قبط التي تعودإلى كلمة0(آجبة) اي ارض الفيضان.
اما كلمة (إيجبت) فترجع إلى الفراعنة (هاك -اك-بتاح) ومعناه أرض الإله بتاح ,وهوكبير الآلهة عند قدماء المصريين, وتنطق (هيكوبتاح) ,وظل هذا إسم مصر  حتى دخل اليونانيون إليها  وعندما سمعوا أهلها يطلقون عليها (هيكو بتاح) صعب عليهم نطقها , فأطلقوا عليها (إيجببتوس) بالجيم الجافة وإضافة الخاصية (وس) في آخر الكلمة شأنهم دوماً مع اسماء الأعلام, فمثلاً ينطق مارك( بماركوس ) وكومنين (كومنينوس) وباسيل(باسيليوس)وانطونيو(انطونيوس)
وقيل أن مصرهي الوعاء, وكذلك هي خزائن الأرض ,والدليل على ذلك قول  نبي الله يوسف عليه السلام (إجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) فأغاثه الله بمصر .
ولمصر فضائل كثيرة فقد ذكرت في القرآن عدة مرات, وتباهى فرعون بحكمه إياها (أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي) ,وقد أوصى بها الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فعن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيفتح عليكم بعدي مصر, فاستوصوا بقبطها خيراً فإن لهم منكم صهراً وذمة, وقال صلى الله عله وسلم (الله الله في أهل المدرة السوداء السحم الجعاد فإن لهم نسباً وصهرا) ويعني بذلك السيدة هاجر ومارية القبطية .
ومن فضائل مصر إن الرسول صلى الله عليه وسلم تسرى من أهلها وولد له ولد من نساء مصر ولم يولد له ولد من غير نساء العرب إلا من مصر.
وقال كعب بن الأحبار من أراد أن ينظر إلى شبه الجنة فلينظر إلى مصر إذا أزهرت .
ومصر نيلها عجب ,وأرضها ذهب ,وخيرها جلب ,وملكها سلب ,ومالها رغب ,وفي أهلها صخب ,وطاعتهم رهب ,وسلامهم شغب , وحربهم حرب, وهي لمن غلب.
ومصر هي من سادات القرى, ورؤساء المدن ,أهلها يأكلون صيد بحر الروم (البحر المتوسط), وصيد بحر اليمن (البحر الأحمر) طرياً لأن بين البحرين مسافة يوم وليلة وهو الحاجز المذكور في القرآن قال تعالى (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لايبغيان).
ومن محاسن مصر أنه يوجد بها في كل شهر من شهور السنة القبطية صنف من المأكول والمشروب والمشموم دون ماعداه من بقية الشهور, فيقال رطب (توت), ورمان (بابه) وموز(هاتور), وسمك (كيهك ) وماء (طوبه) ,وخروف (أمسير), ولبن (برمهات) ,وورد (برموده) ,ونبق (بشنس), وتين (بؤنه) ,وعسل(أبيب) ,وعنب (مسري) .(1)
ومن محاسنها أن الذي ينقطع من الفواكه في سائر البلدان أيام الشتاء يوجد حينئذ بمصر.
وفي مصر عشرون أعجوبة نذكر منها الأهرامات وهو من أطول البناء وأعجبه ليس على وجه الدنيا بناء باليد حجر على حجر أطول منه ,إذا رأيت الأهرامات ظننت أنها جبال موضوعة,  ولذلك قال البعض مامن شيء إلا أنا راحمه من الدهر, إلا الأهرام فإني لا أرحم الدهر منها .
ومن عجائبها القبة الخضراء, وهي أعجب قبة ملبسة نحاساً كأنه الذهب الإبريز,لا يبليه القدم, ولا يمحييه الدهر, وكذلك من عجائبها عين شمس وهي هيكل الشمس .
فهل بعد تلك الفضائل والعجائب تذهب مصر سدى وتضيع من أجل حكم وضيع

(1)مابين الأقواس هي مسميات للشهور القبطية