السبت، 7 أغسطس 2010

رحلتي مع 3500 ميل




قررت أنا و أسرتي السفر من مدينة فينكس بولاية أريزونا إلي مدينة فانكوفر بدولة كندا لقضاء إجازة الربيع فيها و أخذ قسط من الراحة لي بعد عمل متواصل إمتد ستة أشهر. بدأنا التخطيط للرحلة وكان أمامنا وسيلتين لإرتياد إحداهما في السفر ( الطائرة - السيارة) ولكل من الوسيلتين إيجابيات وسلبيات. الوسيلة الأولى : الطائرة وهي الأسرع و نستطيع من خلالها الوصول إلي مدينة فانكوفر بعد حوالي أربع ساعات إلا أننا سنحبس في تلك المركبة و ستنحصر رؤيتنا في مشاهدة مقاعد الطائرة وركابها و مضيفيها. أما الوسيلة الأخرى :السيارة فهي الأبطأ وعلينا قطع حوالي 1425 ميل في حوالي ما يقارب 30 ساعة إلا أننا سنرتاد من خلالها أربع ولايات (أريزونا – كالفورنيا – أورجن – واشنطن). وعلى الرغم من خوفنا من تلك الوسيلة خاصة أن المسافة طويلة والطريق مجهولاَ لنا إلا أن حب المغامرة دفعنا إلي إختيارها مع صعوبتها, ووضعنا في الإعتبار أنه في حالة عدم التمكن من مواصلة الرحلة براَ نرتاد الطائرة للوصول إلي هدفنا.

خرجنا من مدينة فينكس الساعة الثانية الثامنة صباحاً و كان الطقس بارداً وبدأنا السير في طريق ممهده و كأنما السيارة تسيرعلى قطع من المرمر وبعد كل عشرة أميال أو أقل كان هناك إستراحات ومطاعم وسوبر ماركت لتمد المسافر بكل ما يحتاج إلية وعلى جانبي الطريق لم نر إلا ما يبهج الفؤاد فالمساحات الخضراء على مد البصر أشجار الذرة تتبعها أشجار البرتقال يتبع ذلك مساحات شاسعة لمرعى الشياه والأبقار ثم إصطبلات للخيول التي تسرح في تلك المساحات التي لا يعلم سوى الله وحده كيف زرعت وكيف شذبت. أما الجبال فيا لحسنها تسربلت بألوان متدرجة من الخضرة أما قممها فقد غطيت بالثلوج و كأنها عروس في أبهى حله. سرنا إثنى عشر ساعة لم نتوقف خلالها إلا لقضاء الحاجة أو لتناول وجبة من الطعام , لم نمل ولم نشعر بالإنزعاج فكل منطقة مررنا عليها إختلفت عن سابقتها إلا أنه اجتمع في كل منطقة جميع الأساسيات فضلاَ عن الكماليات وبعد مسير إثنى عشر ساعة وصلنا إلي مدينة سان فرانسيسكو بولاية كالفورنيا تلك المدينة الرائعة التي تسر كل من رآها. نزلنا في فندق على البحر مباشرةَ و قضينا فيها يومين كاملين هي من أجمل أيام حياتي ثم واصلنا المسير إثنى عشر ساعة أخرى إرتدنا عبرها ولاية أورجن وتكررت المناظر الجميلة بصور أخرى وجمال آخاذ يصعب علي في هذه المساحة أن آتي بتفاصيلها. قررنا المبيت في تلك الولاية وفي الصباح واصلنا السير حتى مدينة سياتل في ولاية واشنطن. إن كل مدينة من المدن التي دخلناها إختلف طابعها عن الأخرى فتارة طابعاَ إيطالياَ و آخر إنجليزياَ و هكذا. مكثنا في مدينة سياتل الجميلة يومين و بعدها ركبنا الطائرة للوصل بها إلي مدينة فانكوفر كانت مدة الرحلة حوالي خمسة و أربعون دقيقة. وبعدها وصلنا إلي تلك المدينة التي تعتبر من أجمل بلاد العالم. لم نضع الوقت من ساعة وصولنا فزرنا معالمها وشاهدنا فيها العجب العجاب من نظام و نظافة و جمال طبيعة لا يقدر عليها إلا الله الواحد القهار. وبعد قضاء أربعة أيام بها عدنا بالطائرة إلي مدينة سياتل ومنها واصلنا رحلتنا براَ واخترنا طريق آخر للعودة صعدنا فيه جبال ونزلنا وديان دخلنا مدن وعبرنا جسور رأينا البحيرات والغابات والمصانع و نحن في طريق العودة إلي مقر إقامتنا في ولاية أريزونا بعد قطع حوالي 1425 ميلاَ أخرى. بعد عودتنا من تلك الرحلة بدأت أستعيد ذكرياتي بها فلم أ رى في حوالي 3500 ميل ذهاباَ وإياباَ إلا كل جميل بل كل وسائل الرفاهيه للمسافر. أدركت بعدها مدى حب الشعب الأمريكي لكل بقعه في بلده, فإهتمامه بها وشعور كل فرد أنه المسؤول شخصياَ عن نظامها ونظافتها وتعميرها وإضفاء الجمال عليها فلبلده الأولوية في حياته لا يقبل العبث في نظافته أو الخلل في نظامه فمليون تحيه لذلك الشعب المحب لوطنه

أما أنا فبعد عودتي إلي مملكتنا الحبيبه سأكون رائده لحملة( أحب وطني قولاَ و فعلاَ) لعلنا نصلح ما أفسده بعض المقيمين الذي أنحصر إهتمامهم في جمع الأموال و تحويلها إلي بلادهم و كل سعودي تساهل أو تقاعس عن خدمة مملكتنا الحبيبه ووطنا المعطاء.

الأحد، 1 أغسطس 2010

حب الوطن قولا وفعلا

من صدى عالمي تسألت ماذا يعني حب الإنسان لوطنه؟




أهي كلمة ينطقها الإنسان فقط ولا تصدقها الأفعال؟ أم حبه هو قولا وفعلا؟ فإذا كنت محبا لوطنك قولا وفعلا فتسلح بالعلم لكي تتقن العمل, وأعمل بإخلاص حتى تكون أداة لنموه, حافظ على نظام ونظافة كل بقعة في أرجائه, بل كن الجندي المجهول والرقيب على كل من يحاول العبث به, أزرع لتراه مخضرا, أبتكر أخترع لكي يزدهر, أقرأ أكتب تثقف, بادر بالخير لكي ينتشر, أبتسم لترى الوطن جميلا, قم برفض الواسطة والمحسوبية, غير المفاهيم التي تراها عقيمة, أبدأ بنفسك ومن حولك, واجعل شعارك

                                                                ( أحب وطني قولا وفعلا ).