الاثنين، 7 فبراير 2011

تباًلك ايها المتصل بمذيعة قناة الجزيرة

تلقت إحدى مذيعات قناة الجزيرة إتصالاًمن( مذكور) عرف نفسه بأنه (علي حمدان) ونسب نفسه للمملكة العربية السعودية وفي ذلك الإتصال طلب من المذيعة أن تسمح له (..................) وكانت المذيعة في ذلك الوقت تعلق على أحداث المظاهرات المصرية التي كانت تجري في ميدان التحرير, وقبل أن أرد على المذكور الذي انتزع منه الحياء اود ان أقدم الإعتذار الكبير للمذيعة بالأصالة عن نفسي, وعن كل فرد في المملكة العربية السعودية سمع بتلك المكالمة او لم يسمع بها,و أعتذر عن كل فرد غيور على دينه ووطنه وشبابه اعتذاراً يليق بمكانة دولتنا المعطاء .
إن المذكور بما قاله لايمثل إلا نفسه وتربيته ,وارأب بنفسي أن أذكر أنه شاب وأقل وصف استطيع أن أصفه به انه وللاسف قليل الحياء.
إن الحياء خلق رفيع لا يكون إلا عند من عز عنصره, ونبل خلقه ,وكرم أصله والحياء خلق نبيل يحول بين من يتمتع به وبين فعل أوقول المحرمات ,وإتيان المنكرات ويصونه من الوقوع في الأوزار والآثام ,وبتعبير آخر فالحياء هو الإمتناع عن كل مايستقبحه العقل ولا يقبله الذوق السليم, والحياء سمة يسمو بها الإنسان عن غيره من المخلوقات وخصلة منحها الله إياه ليحفظ بها ماء وجهه .
إذاقل ماء الوجه قل حياؤه                ولاخير في وجه إذا قل ماؤه
حياءك فاحفظه عليك فإنما                يدل على وجه الكريم حياؤه
وكان الحياء من الأخلاق العربية الأصيلة التي يتفاخر بها العرب قبل الإسلام فهاهو عنترة العبسي يفتخر قائلاً
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي          حتى يواري جارتي مخباها
وجاء الدين الحنيف ليطالبنا بالحرص على الحياء, فهو شعبة من شعب الأيمان,  وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها.
وللحياء فضائل عديدة دلت عليها سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم, فمن ذلك عن عمران بن الحصين رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء لايأتي إلا بخير وفي صحيح مسلم "انه قال الحياء كله خير" وفي سنن أبي داوود والنسائي انه قال"ان الله حيي ستير يحب الستر والحياء"
وإذا أبغض الله عبداً نزع منه الحياء وإذا نزع الحياء من شخص لاتجده إلا بغيضاً مبغضاً, وينبهنا الأستاذ مصطفى السباعي في كتابه "هكذا علمتني الحياة "إلى اهمية الحياء في استقامة السلوك بقوله "إذا همت نفسك بإرتكاب المعاصي فذكرها بشيم الكرامة فإذا لم ترتدع فذكرها بالله فإذا لم ترتدع فذكرها بالبغض بين الناس فإذا لم ترتدع فاعلم انك قد غدوت حيواناً" .
وهنا ألا يحق لي ان اسأل في هذه الأيام لماذا أصبح الحياء نادراً بين قلة من الشباب الذين أصبحوا يجاهرون بالمعاصي تحت ستار الحداثة والتحرر, الا يعلم اولئك الشباب انهم عصب الحياة وقوامها  وصلاحهم هو صلاح لأمتهم وفسادهم فسادها.
إن سن الشباب هو بين الثلاثين والأربعين وما بكت العرب على شيء كما بكت على الشباب حتى قال قائلهم
الا ليت الشباب يعود يوماً           فأخبره بما فعل المشيب
والشباب قوة بين ضعفين ضعف الطفولة ,وضعف الشيخوخة ,والشاب لا تكمن قوته في جسمه, ولا في شهوته ,وإنما الشباب في قوة التفكير والعزيمة وحماس الروح والأبداع ,وهناك قلة من الشباب التافهين المترفين  الذين لايحدوهم أمل ولا تحركهم غاية .
وأقول للمذكور اتقي الله في نفسك واسرتك, فما ذنب أمك أو زوجتك أو إبنتك او أختك ليتطاول عليهن حقير من امثالك , الاتعلم انه كما تدين تدان ولو زدت لزاد السقا .
أيها المذكورطهر فمك من الفحش ,ونزه لسانك من العيب ,واخجل من ذكر العورات فإن من سوء الخلق ان يتلفظ الإنسان بالكلمات البذيئة دون ان يحسب حساب لما ينتج منه من ردود فعل نحوه ,أوممن كان  يستمع لألفاظه, ومن الحياء ان تحرص على سمعتك فلا تقول اوتعمل مايشوهها ,ومن المصلحة أن تجعل سمعتك نظيفة وقد قال احد الحكماء من كساه الحياء ثوبه لم يرى الناس عيبه .
أيها المذكور اتقي الله واجعل فتية الكهف قدوة لك فقد زكاهم المولى عزوجل في محكم التنزيل بقوله "إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى"ولا تكن ممن قال فيهم الشاعر
إذا حرم المرء الحياءفإنه           بكل قبيح كان منه جدير
يرى الشتم مدحاًوالدناءة رفعة     وللسمع منه في العظات نفور
اوكما قال شاعر آخر
إذا لم تخش عاقبة الليالي          ولم تستح فافعل ماتشاء
فلا والله مافي العيش خير         ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرءمااستحيا بخير       ويبقى العود مابقي اللحاء
وإني ليثنيني عن الجهل والخنا وعن الشتم خلائق أربع, حياء وإسلام وتقوى وإني كريم ومثلي قد يضر وينفع .
هداك الله ايها المذكوروهدى جميع شبابنا إلى مافيه خير وصلاح أمتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو نعم الولى ونعم المجيب . 
ومع مقال آخر استودعكم في رعاية الله وحفظه ودمتم مع تحيات
        اميرة مصطفى يوسف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق