السبت، 31 يوليو 2010

التفرغ العلمي (التورط العلمي) مكاسب وخسائر...



في أواخر سنة 2008م كنت في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية وأثناء تلك الزيارة وقع في يدي كتاب أجنبي قرأت بين طياته موضوعا شدني للكتابة فيه, وفي داخل ذلك الموضوع قرأت ما أزعج خاطري فقد وجه إتهام لشخصية لها وزنها في التاريخ الإسلامي ألا وهي شخصية صلاح الدين الأيوبي وبعد عودتي إلى المملكة قررت البحث في ذلك الموضوع والتثبت والتحري لما ألصق بتلك الشخصية من إتهام إلا أن المصادر والمراجع العربية لم تسعفني في ذلك, فقررت التقدم بطلب التفرغ العلمي لمدة عام كامل واخترت الولايات المتحدة الأمريكية مكانا له, وقد وافقت جامعة الملك عبد العزيز مشكورة على ذلك الطلب, وقد بدأ تفرغي العلمي في أواخر سنة 2009م وفي يوم السفر بدأ التورط العلمي, فجميع البدلات التي كانت تصرف لي تم إلغاءها مما أوقعني في مأزق لا أحسد عليه, فإلى جانب إلتزاماتي في المملكة كان هناك إلتزامات كبيرة في الولايات المتحدة وأصبت بضائقة مالية إلا أن ما خفف تلك المعاناة هو مدى الإستفادة التي حصلت عليها, فبعد وصولي إلى الولايات المتحدة بدأت رحلة البحث فقد قمت بزيارة للعديد من المكتبات وقد هالني ما رأيت من أمهات الكتب من المصادر والمراجع العربية والأجنبية التي لاتعد ولاتحصى, أما الإستعارة من تلك المكتبات فكانت عملية سهلة ميسرة إلى أبعد حد, إلا أن ما أثار إعجابي ودهشتي هو أن الباحث يستطيع أن يستعير من المكتبة 500 كتاب في اليوم الواحد, فأستعرت العديد والعديد من الكتب وأشتريت الكثير ولم تكن مهمة سهلة فكان علي قراءة تلك الكتب أولا وفحص مافيها والتثبت والتحري والإستقراء والإستنباط, وقد أستغرق ذلك العمل حوالي ستة أشهر ومن بعدها بدأت مرحلة الكتابة للموضوع, وعلى الرغم من الصعوبات المعيشية التي واجهتني إلا أنه في النهاية أصبح ماكان فكرة جاسدا أمامي فتناسيت تعبي ومعاناتي وها أنا في اللمسات الأخيرة لموضوعي وسأستعد بعدها للعودة إلى مملكتي الحبيبة ومعي ثمرة جهد عام كامل.


فالشكر لله أولا وأخيرا على ما جملني به من صبر ثم الشكر لرائد العلم خادم الحرمين الشريفين ولجامعة الملك عبد العزيز الموقرة.
وشكرا لــ Arizona State University في فينيكس ولــ University of Arizona في توسان.


ونصيحتي لمن أراد أن يكتب بحثا أن يرتاد تلك المكتبات التي منها وعنها يستقى العلم.