يعتبر نزول الأمطار في اي بلد من البلاد او في أي مدينة من المدن نعمة من نعم الإله على اهلها, فتخضر الأشجار, ويسقى الزرع وتتنظف خارج البيوت والشوارع, ويعم الخير ويفرح الأهالي فيخرجون للنزهة اما على شواطيء البحار او للحدائق والغابات وهم في نشوى عظيمة ليتأملوا ويتفكروا ويشكروا الله على تلك النعمة العظيمة , اما اهالي جدة فقبل نزول الأمطار يتلقون تنبيهات عبر الجوالات او البيبي او التلفزيونات ليتوخوا الحذر فهناك هطول امطار في يوم كذا وكذا, وتطلب تلك التحذيرات من المواطنين البقاء في البيوت وعدم التجول في الشوارع تحسبا لما سيحدث بعد هطول الأمطار من الكوارث , فجدة واهلها بعد نزول الأمطار يصبح امرهم من العجب العجاب .
1-ان كل اسرة ليس لديها شاليه على البحر وحرمت من الإستمتاع بمشاهدته قسرا يصبح بين عشية وضحاها امام منزلها بحيرة اصطناعية تعوم فيها السيارات بدل من القوارب ويصطاد فيها السكان البعوض بدل الأسماك ويسبح فيها الكبار والصغار اثناء الدخول او الخروج من منازلهم .
2-ان تلك البحيرات لها لون داكن فقد اختلط فيها ماء المطر العذب بزفت الشوارع ومما زاد الطين بلة فقد طفحت مياه المجاري فاختلط الحابل بالنابل واصبحت تلك البحيرات موبوءة ولا اعرف مصير السابحين فيها اليوم اوغداً او بعد غد .
3-الأطفال في جميع البلاد الممطرة يفرحون بزخات المطر فيلعبون ويلهون اما اطفال جدة فتشاهد علامات الرعب في وجوههم خوفا من فقدان أب أو أخ أو أم فكارثة جدة الماضية ليست عنهم ببعيد .
4- جميع مواعيد الكبار والصغار في المستشفيات يتم إلغاؤها فلا يستطيع أحد المجازفة والتعرض للإزدحام الشديد او السير عبر انفاق مليئة بالمياه فيحدث مالا تحمد عقباه ولكن ماذا يفعل من هو مجبور للخروج اثر مرض جسيم او من يخرج لغسيل الكلى فإذا خرج عليه ان يتحمل نتيجة خروجه وإذا بقى فهو مقبور لامحالة وعليه ان يردد بيدي لابيد عمرو .
5-اصحاب الدخل المحدود - وهم الأكثرية في بلد النفط -والذين يقيمون افراحهم او مناسباتهم في استراحات قد تم إلغاؤها لأن الفرحة محسوبة عليهم وقد تلاشى ما دفعوه من عربون لتلك الإستراحات اما اصحاب المطابخ فقد رفضوا تأجيل الطبخ لأنهم باشروا عملية السلخ والذبح وعلى اصحاب الذبائح ان يستلموا ما كلفوا المطبخ بطبخه سواء اتى المدعون ام لم يأتوا فكل صاحب حق يأخذ حقه إلا المواطن المقهور .
6- إن كارثة العام الماضي اودت بحياة شباب وشابات واطفال وكهول وكان التعويض مليون ريال لشهيد الأمطار ولا اخفيكم قولا ان بعض الأسر التي هدمت بيوتها تمنت ان يكون بينها شهيد لكي تحصل على مليون و يعيش باقي الأسرة وهذا يدل على التضحية من اجل البقاء .
7- لن اقارن بالدول المتقدمة فالبعد بيننا وبينهم مثل المشرق والمغرب ولكن بالبلاد الفقيرة مثلنا مثل سيرلنكا وبنقلادش فسائقى السيرلنكي يقول لي ماما احنا كل يوم ينزل مطرفي بلاد مال انا لكن مافي زي مال انتو بس احنا فقير وانتوا في بترول كتير وطبعاً انا اتلاشى الرد عملاً بالمثل القائل إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من الألمونيوم لأن كلمة الذهب اصبحنا لا نعرفها ولاهي في قاموسنا
وبعد الكلام عن المطر كثير ولا تكفيه صفحات وصفحات ولكني سأوجه رسائل عديدة وانا اعرف تماماً ان المعنيون بها لن يقرؤوها الا انني احمل مسئولية نشرها لكل من يقرأها
وبعد الكلام عن المطر كثير ولا تكفيه صفحات وصفحات ولكني سأوجه رسائل عديدة وانا اعرف تماماً ان المعنيون بها لن يقرؤوها الا انني احمل مسئولية نشرها لكل من يقرأها
الرسلة الأولى إلى خادم الحرمين الشريفين اعلم يا والد انك الآن مريض وشعبك يحبك حباً غير عادي فأنت رجل الخير وتريد الخير لشعبك ولكنك لاتعرف ماذا يفعل بنا ان المليارات التي وضعتها للإصلاحات ذهبت في بطون من لا يخاف الله فتردت احوال البلاد والعباد فهل يتم تكليف ابناءك البررة او ابناء اخوتك ليقوموا بزيارات للمدن والأحياء وهم متخفون ليروا ما نرى ويسمعوا من الناس عن احوالهم ويسارعوا في قضاء حوائجهم يا والدي نحن امانة في عنقك عانينا الكثير وسنظل نعاني اذا لم تنظر في امرنا بعد الله سبحانه وتعالى فأنت خليفته علينا فأقض ما أنت قاض
الرسالة الثانية إلى كل مسئول حمل امانة خدمة المواطنين فتقاعس او نهب وسلب أو اتكل على غيره فنحن نشتكيه على الله سبحانه وتعالى في يوم لاينفع فيه مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم ونسأل الله ان يرينا فيهم عظائم قدرته في الدنيا قبل الآخرة
الرسالة الثالثة اوجهها لكل رجل وشاب شمروا عن سواعد الجد واعملوا ما تستطيعوا لرفعة العروس ولو تطلب الأمر منكم لتنظيف الشوارع بأنفسكم فيد الله مع الجماعة
الرسلة الأخيرة اوجهها للعلماء أوقفوا صلاة الإستسقاء حتى ينظر المسئولون في امرنا فالله سبحانه وتعالى يقول ادعوني استجب لكم ولأن فيكم من لايرد الله دعائه فتنزل الأمطار استجابة من المولى العلي القدير فيحوس الأهالي وتتوقف الحركة وتكثر الأمراض
وانهي مقالتي بشكر الله العظيم الحليم الذي كل شيء عنده بمقدار وهو العليم بأحوالنا فلو زادت الأمطار لأصبحت جدة كلها بحرا ولطفا سكانها عليها فمنهم من يقضي نحبه ومنهم من ينتظر وما فعل المسئولين اي تبديل او تغيير .