السبت، 5 فبراير 2011

بمناسبة احداث مصر(هل تعرفون فضائلها وعجائبها)ارضها ذهب وهي لمن غلب

مصر هي من اقدم المدن التاريخية, فيها مراح ومستراح لجميع أقطار المعمورة من السياح, ويقال أنه لما قسم نوح عليه السلام الأرض بين اولاده جعل لإبنه حام مصر وسواحلها والغرب وشاطيء النيل, فلما دخلها بيصر بن حام وبلغ العريش قال (اللهم إن كانت هذه الأرض التي وعدتنا بها على لسان نبيك نوح وجعلتها لنا منزلاً ,فاصرف عنا وباءها, وطيب لنا ثراها , وصفي لنا ماءها, وانبت كلأها وبارك لنا فيها, وتمم لنا وعدك انك على كل شيء قدير, وانك لاتخلف الميعاد , ثم جعلها بيصر لأبنه مصر وسماها به , وعليه فإن أصول المصريين إجمالاً تعود لحام بن نوح. 
ويقال إن اسمها كان قبل طوفان نوح (جزلة), ثم سميت مصر وهي مشتقة من مصرت الشاة إذا أخذ من ضرعها اللبن, فسميت مصر لكثرت مافيها من الخير مما ليس في غيرها, فلا يخلو ساكنها من خير يدر عليه منها كالشاة التي ينتفع بلبنها وصوفها وولادتها .
ومذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد وردت مسميات مصر على النحو التالي, ففي اللغة الأكدية(مصري), والأشورية (مشر) والبابلية (مصر) والفينيقية (مصور) وفي العربية القديمة (مصرو) وفي العبرية (مصراييم) وهذه التسميات جميعاًهي قريبة من اسم مصر الحالي, وتعني المكنون والحصين, وهي كلمة تدل على كونها محمية بفضل طبيعتها الجغرافية, وتعرف لدى المصريين بأنها المحروسة, ويعتقد البعض ان إسم مصر يعود إلى كلمة قبط التي تعودإلى كلمة0(آجبة) اي ارض الفيضان.
اما كلمة (إيجبت) فترجع إلى الفراعنة (هاك -اك-بتاح) ومعناه أرض الإله بتاح ,وهوكبير الآلهة عند قدماء المصريين, وتنطق (هيكوبتاح) ,وظل هذا إسم مصر  حتى دخل اليونانيون إليها  وعندما سمعوا أهلها يطلقون عليها (هيكو بتاح) صعب عليهم نطقها , فأطلقوا عليها (إيجببتوس) بالجيم الجافة وإضافة الخاصية (وس) في آخر الكلمة شأنهم دوماً مع اسماء الأعلام, فمثلاً ينطق مارك( بماركوس ) وكومنين (كومنينوس) وباسيل(باسيليوس)وانطونيو(انطونيوس)
وقيل أن مصرهي الوعاء, وكذلك هي خزائن الأرض ,والدليل على ذلك قول  نبي الله يوسف عليه السلام (إجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) فأغاثه الله بمصر .
ولمصر فضائل كثيرة فقد ذكرت في القرآن عدة مرات, وتباهى فرعون بحكمه إياها (أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي) ,وقد أوصى بها الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فعن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيفتح عليكم بعدي مصر, فاستوصوا بقبطها خيراً فإن لهم منكم صهراً وذمة, وقال صلى الله عله وسلم (الله الله في أهل المدرة السوداء السحم الجعاد فإن لهم نسباً وصهرا) ويعني بذلك السيدة هاجر ومارية القبطية .
ومن فضائل مصر إن الرسول صلى الله عليه وسلم تسرى من أهلها وولد له ولد من نساء مصر ولم يولد له ولد من غير نساء العرب إلا من مصر.
وقال كعب بن الأحبار من أراد أن ينظر إلى شبه الجنة فلينظر إلى مصر إذا أزهرت .
ومصر نيلها عجب ,وأرضها ذهب ,وخيرها جلب ,وملكها سلب ,ومالها رغب ,وفي أهلها صخب ,وطاعتهم رهب ,وسلامهم شغب , وحربهم حرب, وهي لمن غلب.
ومصر هي من سادات القرى, ورؤساء المدن ,أهلها يأكلون صيد بحر الروم (البحر المتوسط), وصيد بحر اليمن (البحر الأحمر) طرياً لأن بين البحرين مسافة يوم وليلة وهو الحاجز المذكور في القرآن قال تعالى (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لايبغيان).
ومن محاسن مصر أنه يوجد بها في كل شهر من شهور السنة القبطية صنف من المأكول والمشروب والمشموم دون ماعداه من بقية الشهور, فيقال رطب (توت), ورمان (بابه) وموز(هاتور), وسمك (كيهك ) وماء (طوبه) ,وخروف (أمسير), ولبن (برمهات) ,وورد (برموده) ,ونبق (بشنس), وتين (بؤنه) ,وعسل(أبيب) ,وعنب (مسري) .(1)
ومن محاسنها أن الذي ينقطع من الفواكه في سائر البلدان أيام الشتاء يوجد حينئذ بمصر.
وفي مصر عشرون أعجوبة نذكر منها الأهرامات وهو من أطول البناء وأعجبه ليس على وجه الدنيا بناء باليد حجر على حجر أطول منه ,إذا رأيت الأهرامات ظننت أنها جبال موضوعة,  ولذلك قال البعض مامن شيء إلا أنا راحمه من الدهر, إلا الأهرام فإني لا أرحم الدهر منها .
ومن عجائبها القبة الخضراء, وهي أعجب قبة ملبسة نحاساً كأنه الذهب الإبريز,لا يبليه القدم, ولا يمحييه الدهر, وكذلك من عجائبها عين شمس وهي هيكل الشمس .
فهل بعد تلك الفضائل والعجائب تذهب مصر سدى وتضيع من أجل حكم وضيع

(1)مابين الأقواس هي مسميات للشهور القبطية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق