الخميس، 2 ديسمبر 2010

رحلة مع بعض الكلمات في اللغة العربية

هناك كلمات في اللغة العربية ظلمناها في تصورنا لمعناها وهناك كلمات نتداولها في غير مكانها وهناك كلمات في لغتنا العامية الدارجة

لها أصول في اللغة العربية لانلتفت إليها ورحلة مع هذه الكلمات

البجاحة :

البجاحة هي التباهي والتفاخر وفي حديث أم زرع وبجحني فبجحت أي فرحني ففرحت وقيل عظمني فعظمت نفسي عندي وفي الأساس

النساء يتباجحن أي يتباهين ويفتخرن

الغلط والغلت :

إذا وقع الخطأ في الكلام  او في الحساب عبرنا عنه فيهما معاً وعلى حد سواء بالغلط ولكن الغلط في الكلام اما في الحساب فهو غلت

فهل نرجع إلى الصواب أم نستمر في الغلط .

وي :

اختص بهذه اللفظة النساء دون الرجال فهي متداولة في كل بيت وإذا نطق بها الرجل عابته ولكن هذه الكلمة وردت في القرآن الكريم

(وي كأنه لايفلح الظالمون ) وقال سيبويه وي كلمة تنبيه على الخطأ ويستخدمها كل من ندم على فعل شيء وهنا لاضير على الجنسين من استخدامها وماأعجب ان تحافظ عليها

النساء طوال القرون بمافيها من إيجاز ويتفاداها الرجال وهنا وجب أن نقول وي كأنهم

لايقرؤون .

العبط والعباطة :

العبط شق الجديد والعبيط عند العرب  اللحم الطري وعليه فإن مايتردد يومياً من القول 

هذه عباطة او لاتعابط مأخوذة من العبط فيكون معناها الشق ومن الشق مايمزق ويخرق 

أو اللحم الطري وشتان بين المعنيين .

الكوكو :

تقول الأم لطفلها الصغير شوف الكوكو اذا أرادت صرفه عن شيء ما وهي تعني طيراً

يرفرف فوق رأسه وهناك سمك في اسكتلندا يسمونه الكوكو والعجب من انتقال هذا الإسم

 عبر البحار إلى اوساطنا العائلية ولعل ذلك يعود إلى الهجرات القديمة .

التنبل :

تعني القصير من الرجال وليس ماتعارف الناس عليه من العامة من أنه الكسول العاجز .

كويس :

كلمة تغلب على السنة الأخوة المصريين وتعني الطيب والجميل والحسن  وهي في معناها

اللغوي تصغير للكيس وهو مصدر يقصد به العقل والظرف والفطنة والجود وحسن التأني

في الأمور .

البعزقة :

وتعني في لغتنا الدارجة بعزق الشيء أي فرقه وبدده وصحتها زعبقة وتزعبق الشيء من

يده تفرق وتبذر ويجب ان لاننسى ان اللم خير من التفريق وان البعزقة هي الزعبقة 

وكلاهما في عرف العقلاء مخرقة . 

الزعل والزعلان :

الزعلان تعني في مفهومنا السخط او الغاضب ولكنها في اللغة العربية لها مفهوم آخر 

فالزعلان هو من نشط من المرض وضجر واضطرب فلماذا وقف معناها على الثاني 

 دون الأول ولماذا لانأخذها على معنى تزعل أي تنشط  .

الكلجة :

إذا لم يستطع الأعجمي الإفصاح بالعربية قالوا عنه كلجة وفي اللغو الكلج هو الكريم

الشجاع فهل يتقبل الناس إذا وصف أحدهم بالكلج ام سيغضب .

الندل :

لو  صاح صاحب المنزل على إبنه أوخادمه وقال ياندل لظن إن ذلك من الشتيمة ويعني

انه نذل من النذالة والعامية تحول الذال إلى دال وماهي كذلك فالندل بضم الدال هم خدم

الضيافة اي الذين يقفون على الموائد بالأطباق ويقدمون الطعام .

الحزقرة والحرزقة :

تعبر الحزقرة عند العامية عن الضيق والتضييق ولكن الصحيح تقديم الزال على الراء فتصبح حزقرة والمحزرق هو المضيق عليه .

الننه :

إذا أرادت أن تطعم الأم طفلها قالت له تعال نأكل ننه وهذه الكلمة جاءت من الكلمة الفرسية النانا وتعني الخبز فحرفت إلى الننه .

الواد :

إذا استدعى الرجل أحد اولاده وقال تعال ياواد ظن المخاطب أن ذلك من قبيل التصغيير او التحقير له والواد هو صاحب الرأي الرشيد ولذا فلا محل لإنكارها للولنة والبزرنة

الصرمة :

هي في لغة العرب القطعة من الإبل او الشاة وقد تحول معناها إلى الحذاء وهكذا تحولت مما كان يبشر به من الهدية الى مايلبس في الرجلوعظم الله اجرنا في مدلولها القدي

الرفيس :

هو طعام نفيس وعمله رفسة وهو من لباب البر والزبد الطري والعسل والسكر والفستق والزعفران وماء الورد ولو ذهب أحد اليوم إلى صديقه وقال أريد رفسة لبادره بركلة تكسر اضلاعه ولو عرف معناها لأدركا ان الرفسة خير من المعصوب .

الدوكة :
لاتسوي لنا دوكة كلمة نسمعها اذا حدث نزاع عارض او مفاهمة صاخبة وهذه الكلمة في
الإصطلاح العامي لها مدلول فالدوكة هي أحد الأنغام السبعة وهي تبدأ بنبرات خفيفة ثم
تتدرج في الصعود بشكل رائق جميل فالدوكة لاتستحق هذا النعت إلا إذا استقرت

مكانها في القمة وما أحلاها وما أعذبها إلا أن تكون في المنازعات فعند ذلك تكون من النازعات .

زل علي : يستعمل الناس في اللغة الدارجة كلمة زل علي  أي مر وهي غير صحيحة فزل من الزلل وهو الخطأ والخطيئة وزلت قدمه  زلقت وما أجدرنا بترك استخدامها فإنها مرذولة وإبدالها بخير منها مررت عليه او مر علي  اوعرجت عليه .
الناموس والبعوض:

نقول في العامية  الناموس بدل البعوض ونفر منه إلى الناموسية  ولكن الناموس هو بعيد كل البعد عن البعوض ولاهو من سلالته 

فالناموس في اللغة هو صاحب السر المطلع على باطن امرك ومن معانيه الحاذق ,الكذاب ,النمام ,الصائد,المكر ,الخادع ومن معانيه 

عرين الأسد  ولا يقبل اصحاب السر ولا الأسود بأن يقرن هذا الحقير البغيض لوصفهم فهل نستطيع تغييرالناموس بالبعوض وان نسمي  الناموسية بالبعوضية استحالة إلا إذا
 أطلقنا على الدبيازة مهلبية .

على مهلك  :

يقول الكثيرون لمن يسرع في مشيه على مهلك وهي كلمة تنفر منها الطباع والأسماع لأنها من الهلاك لا التمهل والإمهال وما زالت هذه الكلمة رائجة في كل الأوساط  قدأخذت

 ترسخ في الأذهان وعلى الألسنة وخير منها الهون ففيه العون او رويدا رويدا بالفصيح .

شقب :

كثير ماتنعت الأم طفلها بأنه ولد سقب والصحيح شغب وهي العناد والمشاكسة وماكان للطفل ولا للطفلة ان يشغبا اويشقبا مالم يعودوا  على ذلك إبتداء
 
فقسوا ليزدجروا ومن يك حازماً          فليقس احياناعلى من يرحم

والنفس كالطفل إن تهمله شب على        حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم

الشطاره والشاطر :

الشاطر هو الذي اعيا اهله ومؤدبه خبثاً وكان هذا الإسم يطلق في الدولة العباسية على أهل البطالة والفساد فما بال الأب والأستاذ والرئيس لمن يراه نشيطاً ذكياً حاذقاً من

 الأولاد ذكر كان او انثى وصفه بانه شاطر وشاطرة  وذلك من قبيل المدح له  انها 

لأحدى المفارقات ولابد من الرجوع عنها إلى ماهو خير منها فهي إلى الذم أدنى من المدح والمهم أن يعلم ذلك الشطار ولهم بعد ذلك مطلق الخيار .

    


المرجع


نبيه عبد القدوس الأنصاري :شذرات الذهب



هناك تعليق واحد: