الاثنين، 6 ديسمبر 2010

العلم والكرة والغناء

العلم :-
رفع الله سبحانه وتعالى من شأن العلم والعلماء, فقال في محكم تنزيله هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون , وقال عز من قائل إنما

يخشى الله من عباده العلماء ,وقيل في المأثور اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد, واطلبوا العلم ولو في الصين ,وكم من اولئك الذين احنوا

ظهورهم رجالاً ونساء من اجل العلم  فوصلوا إلى أعلى الدرجات العلمية فاشتغل بعضهم في التدريس نهاراً, وعكف على الأبحاث

والمؤلفات ليلاً , ومنهم ممن لايخرج من معمله بحثاً عن إختراع او ابتكار لمساعدة مجتمعه , و النتيجة لذلك ضعف ابصارهم  ,وذبول

اجسادهم , اما المردود عليهم فلاشىء قياساً بمعاناتهم  فأغلبهم يعيش في مساكن بالإيجار واغلب الناس لايعرفون من هو الدكتور فلان

أوعلان , يتعبون وهم مغمورون , تخرج على أيديهم أجيال وأجيال إلا ان رواتبهم ضعيفة وليس لديهم تأمين طبي , ولا يحصلون على

بدل سكن وتملك بيت اليوم يعتبر امراً بعيد المنال عليهم  , فما أدخروه سنين طويلة حصده هوامير الأسهم .

الكرة :-

هي لعبة جميلة استقطبت الكبير والصغير لمشاهددة لاعبيها الذين اغلبهم لم يكملوا تعليمهم, فوجدوا ضالتهم فيها ولكن ولاحسد اذا حالف

الحظ أحدهم وأدخل جول في مرمى الخصم قامت الدنيا ولم تقعد , وكانت ردة الفعل هو مليون ريال لذلك اللاعب الذي احرز الهدف

وخاصة إذا كان الهدف فاصلاً, اما اعضاء شرف النادي الذي ينتمي إليه ذلك اللاعب فيتبارون في تقديم الهدايا الباهظة  مثل السيارات

الفارهة وقطع اراضي وفلل وما إلى ذلك ويصبح ذلك اللاعب في مدة وجيزة معروفا لدى اعلى رأس في الحكومة وحتى أصغر طفل

في أي عيلة ولايمضي عام على محرز ذلك الهدف الذي يمكن ان يكون هو اول وآخر هدف إلاويصبح من اصحاب الملايين ولذا لا

عجب ان يتردى العلم ويصبح هم كل شاب ان يصبح لاعب كرة بسبب المدخول العجيب الذي يجنيه اللاعب وفي المقابل يتسكع الشباب

الذين امضوا سنوات وسنوات في الدراسة بين اروقة الوزارات وهم يحملون ملفاتهم العلاقي بحثاً عن وظيفة فلا يجدون وكأن الأوضاع

تقول لهم فلتحيا الكرة ويسقط العلم .

الغناء :-
من قديم الزمان ظهر المغنيون و المغنيات  إلا انهم في مملكتنا انتشروا اليوم  انتشاراً غير مسبوق واغنية ناجحة لأي منهم تدخل عليه

اموالاًطائلة , وإحياء ليلة في الأفراح مدخولها للمغني او المغنية يفوق كثيرا مايدخل على عضو هيئة التدريس او الطبيب او المهندس في

شهركامل, اما في الصيف فحدث ولا حرج فالمغنيات مشغولات كل ليلة , ومدخول الليلة الواحدة لايقل عن عشرة آلاف هذا إذاكانت

من المغمورات , اما اذا كانت مشهورة فدخلها في الليلة الواحدة لايقل عن ثلاثين الف ريال , وبحسبة بسيطة نجد ان مدخول المشهورة

تسعمائة الف في شهر واحد, والمغمورة ثلاثمائة الف , واحسبوا على ذلك الدخل طوال الصيف ومابعده, وعلى الرغم من علمنا ان هذه

أرزاق إلا أنه لاعجب  ان تدرس الطالبة نهاراً في الجامعة وتتفرغ للغناء في الليل , وبهذا تجمع بين العلم والغناء حتى يصبح لديها

شهادة عبارة عن واجهة إجتماعية وبعد التخرج تتفرغ بشكل تام للغناء ولاتمضي فترة حتى تصبح من المشهورات على اجهزة التلفاز.

 وبعد ذلك اجيبوني بالله عليكم هل يتوجه من تعلم و قدر عليه رزقه للغناء او لعب الكرة ؟ وما هو حال من لايجيد اللعب وليس له

صوت جميل سأجيب عنكم عليه أن يشرب من البحر فنحن في زمن العلم لايكيل فيه إلا بالبذنجان على قولة عادل  إمام وإن كان

الباذنجان في هذه الأيام اغلى من العلم .



هناك تعليقان (2):

  1. امي الحبيبة
    أسعدني طرحك الجميل و أسلوبك الشيق و الرائع والذي ليس بجديد عليك أتمنى من رب العالمين أن يديم قلمك ويحفظك لنا دائما
    آسفة أن اذكر أننا كمجتمع لا يلتفت إلا للقشور من الأمور ولا يكيل القيم إلا بمعايير دنيوية أو سطحية. ليست المشكلة تكمن فقط في المعيار المادي الجائر كما ذكرتي. إنما في التقدير المعنوي و الاحترام الاجتماعي الذي يستحقه طلاب العلم و المفكريين و الباحثيين والمخترعيين. كيف لنا أن نساوي عالم بمغني ونحن نسطيع سماع مغني أو مغنية لمدة 6 ساعات بدون تعب او ملل, نتسابق إلى حفلات الغناء ونعتبر أن الفوز بمقعد في حفلة لمطرب ما يعد إنجاز لا يضاهى. أن نقعد ساعات طويلة أما التلفاز لنشاهد مباريات كرة القدم والتحليل وأداء اللاعبين ويستمر الحديث عن مباراة شهور وربما لا تمحى من الذاكرة مدى الحياة في حين أن العالم من حولنا ينجز ويعمل ويظهر ونحنا مازلنا نعيش في الماضي. يوجد لدينا معاقيين تخطوا حاجز الإعاقة وابتكروا ووجدوا سبيلا لهم في العلم ولكن من يعرف عنهم أو بلأصح ليس من المهم أن نعرف عنهم. هنالك باحثون أثقلت أكتفاهم بالبحث عن العلم ليس لهم شهرة تجعلنا نقضي ساعة واحدة لسماع محاضرة لهم و إن كانت بالمجان. هل يجتمع العالم عند حضور أحد العلماء عند تواجده في الأماكن العامة كما يتزاحمون حول مطرب اتخذ من لهو الكلام مقالا بطبع لا . ولكن أين الخلل أنها ليست مشكلة فرد أو عائلة أو مجتمع أو دولة إنما الأمة العربية بشكل عام .

    ردحذف
  2. ان تجري يا متعلم جري الوحوش
    غير راتبك لن تحوش

    عموما الماء المالح مفيد للصحة

    مع التحية والتقدير
    إيــــاد بن عبدالقادر

    ردحذف