الخميس، 4 نوفمبر 2010

قصة بعد حملة مداهمة الخادمات الغير نظاميات

 جاءتني إبنتي لتقص علي ماحدث لزميلة لها ,فقد أرسلت تلك الزميلة خادمتها صباحاً مع السائق لإيصال بناتها للمدرسة, وكان من بينهم طفل في الروضة, ووقت الخروج أرسلت تلك الخادمة مع السائق للعودة بأطفالها, ولكن الشرطة داهمتهما وتم القبض على السائق الذي كان يحمل إقامة نظامية وعلى الخادمة التي لاتحمل إقامة وزج بهم في الترحيل, أنتظرت تلك المرأة عودة أطفالها إلى الساعة الثالثة والنصف ولكن دون جدوى , اتصلت مراراً وتكرارًا بالسائق والخادمة ولكن لامجيب , وعند ذلك شعرت تلك المرأة أن هناك ضرر حل ببناتها أوحادث أليم تعرضوا له, اتصلت بالمدرسة التي أخبرها المناوبون فيها أن بناتها بخير وهم باقون في المدرسة وأن طفلها الصغير الذي أنصرف من الساعة الواحدة يصيح ويبكي, وأن عليها المجيء في أقصى سرعة لأن المناوبات أنتهى دوامهن ويردن الإنصراف, ونظراً لأن تلك المرأة زوجها طيار وقد صادف أنه في رحلة فقد استعانت بأحد المقربين لها لجلب بناتها بعد أن طال إنتظارهن في المدرسة, هذه واقعة من جملة مايحدث من تلك المداهمات وعلى الرغم أني أقدم شكري الجزيل لمايفعله المسئولون لتنظيف البلاد من تلك العمالة السائبة إلا أنني أسأل هل قام أحد من فريق المداهمة بالإتصال بكفيل السائق لإبلاغه بأمر القبض حتى يتصرف بشأن أطفاله؟ ألا يستحق أولئك الأطفال أن تحترم آدميتهم؟ اليس من المتوقع بعد هذا العمل  إصابة طفل الروضة بعقدة يكره بعدها المدرسة التي أصبحت له وسيلة عقاب؟ وماندري مافعل المناوبون مع الأطفال من زجر وصراخ وتأنيب لتأخر أهلهم في الحضور, وهنا يحق لي أن أسأل ماهو البديل الذي وضعته الدولة لتلك العمالة؟ هل هناك مكاتب نظامية لتوفير الخدم للأسر السعودية تتحمل كل التبعات التي تحدث من الخدم من هروب وسرقات وغيره بعد الدفع لها؟
إن كثير من الأسر السعودية انخرطن السيدات فيها إلى سلك العمل لمساعدة أزواجهن في تحمل تكاليف أعباء الحياة من غلاء في المعيشة والسكن وبقية الإحتياجات وهن يحتجن لمن يرعى شئون البيت والبقاء مع الأطفال أثناء غيابهن, وهناك الكثير من الشيوخ والمسنات الذين لايجدون من يساعدهم في شيخوختهم إلا خادمة .
قبل عدة سنوات وحتى الآن تقوم بعض الأسر بإستقدام خادمات ويدفعوا بل ويقترضوا لحاجتهم الماسة لذلك وربما يصل مايدفعونه إلى عشرة الآف وبعد حضور الخادمة والفرح لرؤيتها يوم أويومين وإذا طولت شهر أو شهرين حتى تهرب ويضيع كل مادفع من أجلها, أو أن تبقى حتى تعرف كل صغيرة وكبيرة في البيت وعند ذلك تقوم بسرقة مخدوميها والهرب بحصيلة شقاء العمر, أما الأسر السعودية فلا تجد من يحميها وإنما القانون يصب في حماية تلك العمالة الخائنة فإذا قبض على إحداهن أما أن تدفع لمن قبض عليها مابين خمسمائة إلى الف ريال فيطلق سراحها وإذا كان من النزيهين أتصل بالكفيل ليدفع ثمن تذكرة الطائرة لتغادر تلك الخادمة البلد على حساب ذلك الكفيل المقهور, أن ذلك الأمر هو الذي دفع الناس إلى الإكتفاء بالعمالة الداخلية حتى لوكانت بدون إقامة فمن لاتصلح يستعاض عنها بأخرى دون تكلفة
فهل ستحترم  آدميتنا مثل غيرنا من الدول؟ وهل سيأتي اليوم الذي سيكون هناك حماية لحقوقنا مثل غيرنا؟ أم سنظل نعاني ونعاني ولايسمع شكوانا لا أول ولا ثاني .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق