الجمعة، 17 سبتمبر 2010

الحب الحقيقي والحب الرومانسي

من صدى عالمي اسأل هل نستطيع أن نعيش على سطح الارض بدون حب؟ لقد رد على ذلك السؤال الشاعر نزار قباني قائلا



إن الحب في الأرض بعض من تخيلنا       لولم نجده عليها لأخترعناه

ولكن ماهي الرومانسيه في الحب؟ إن كلمة رومانسية يقال أنها مقولة لأحد أباطرة الروم وقصتها أن ذلك الإمبراطور كان معروفا عند شعبه بالقوة والجبروت فاحتال عليه شعبه ودسوا في قصره فتاة رائعة الجمال اتفقوا معها لإغوائه لعلها تخفف من وطأته على شعبه وما أن رأى ذلك الإمبراطور الفتاة حتى شغف بها حباً فأسرت قلبه ونسى من حبها مملكته وشعبه وقال تلك الكلمة(الروم منسية) أي أنه من شدة حبه لها نسى دولة الروم التي وضعت أمانة في عنقه و كنا نعتقد أن الرومانسية هي اسمى درجات الحب إلا أنني وبعد معرفتي لتلك القصة انتقصت ذلك الحب الرومانسي الذي جعل الإمبراطور يفرط في الأمانة من أجل جمال زائل وبدأت البحث عن حب حقيقي لاينتقص فقلت لعلي أجده في قصص العشاق المعروفة فقرأت عن حب قيس لليلاه وأكبرت تضحيات عنتر من أجل عبلة وأعجبني وله جميل ببثينة إلا أن حب أولئك العشاق لم ينتهي بنهايات سعيدة لكي نطلق عليه حباً حقيقياً فقلت في نفسي لعلي أجد ذلك الحب بين الأزواج في الغرب لأن تصرفات الرجل الغربي مع زوجته تدل على ذلك إلا أنني تذكرت إن ما يفعل في الظاهر يخالف الباطن فجعلت أبحث عن ذلك الحب عند بني جلدتنا الشرقيين إلا أن الحب بين الأزواج كان يشوبه بعض المنغصات بين الطرفين سواء من جانب الرًجل أو المرأة ولذا لايمكن أن نعتبر أن الحب بينهما حباً حقيقيا. إن الحب الحقيقي لم أجده إلا في هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وإليكم هذا الشاهد فقط الذي يعرف منه الحب الحقيقي في علاقة الرسول صلى الله عليه وسلم بالسيدة عائشة وفيه رد على تطاول خاسر اللعين على أمنا أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها فقد روى الحافظ أبوبكر أحمد بن موسى في كتابه (مسانيد الشعر) من طريق البخاري في "التاريخ" أنه قال حدثنا عمرو عن أبيه عن عائشة قات كنت قاعدة أغزل وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله قالت فنظرت إليه فجعل جبينه يعرق وجعل عرقه يتولد نوراً قالت فبهت فنظر الي فقال مالك ياعائشة؟ قالت فقلت يارسول الله نظرت إليك فجعل جبينك يعرق وجعل عرقك يتولد نوراً ولو رآك أبوكبيرالهذلي لعلم أنك أحق بشعره قال ومايقول أبو كبير؟ فقلت: يقول :

ومُبَرَّأً من كل غُبَّر حَيْضَةٍ       وفساد مُرضِعةٍ وداءٍ ُمغْيِلِ

وإذا نظرْت إلى أسِرَّةِ  وجههِ      بَرَقت كبرقِ العارضِ المتهلِّل


قالت: فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ماكان بيده وقام إلي وقبل مابين عيني وقال ياعائشة ماسررت مني كسروري منك

فأي حب أكبر من ذلك الحب الذي كان بين المصطفى صلى الله عليه وسلم وبين حبيبته عائشة فقد رد على زوجته التي بادرته بما بادرت بفعل لايأتي إلا من رسول الله ثم من أهتدى بهديه فيا رجال ونساء أمة محمد اهتدوا بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم واقتدوا به لتصلوا الى أرفع درجات الحب ولن اقول الحب الرومانسي بل الحب الحقيقي الذي يحتاجه كل زوج من زوجته وكل زوجة من زوجها

ونقول للخاسر اللعين أيقول الرسول للسيدة عائشة ماسررت مني كسروري منك وأنت تلعنها وتسبها تبت يداك فأننا نتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بحب السيدة عائشة لمحبة الرسول إياها أما أنت فمردك الى الله ( وسيعلم اللذين ظلموا أى منقلب ينقلبون ).



هناك تعليق واحد:

  1. اللهم صلي على سيدنا محمد و على اله و صحبة و سلم بأبي و أمي علية الصلاة و السلام . و حسبنا الله و نعم الوكيل على من تكلم في ام المؤمنين رضي الله عنها.
    احببت الموضوع جدا, سلم الله الانامل التى كتبت.

    ردحذف