الاثنين، 17 يناير 2011

الإنتفاضة التونسية (ظالم ومظلوم وقضاة )

لقد حرم رب العباد الله المتعالي في سماه الظلم على نفسه, وجعله بين العباد محرماً فقال عز من قائل (لاتظالموا ) والظالم هنا زين العابدين بن علي رئيس تونس الهارب, الذي منعت المرأة في عهده من ارتداء الحجاب ,ومن صممت عليه هددت بالإغتصاب, وفي عهده منع الرجال من ارتياد المساجد  إلا ببطاقات ممغنطة سجل عليها اسم المصلي وصورته ومقر سكنه واسم المسجد الذي ستؤدى فيه الصلاة, وعلى امام كل  مسجد ان يتأكد من ان جميع المصلين داخل القاعة حاملين لبطائقهم, وله الحق في طرد كل مصلي لايحمل تلك البطاقة (ضاعت الصلاة في التفتيش ) وفي عهد هذا الظالم تفاقمت البطالة وارتفعت الأسعاروعز على الشعب إيجاد لقمة العيش, المتعلم منهم فكيف بالأمي, في الوقت الذي يعيش فيه الظالم وأهل بيته واصهاره وبطانته الفاسدة في القصور يأكلون مالذ وطاب) ويلبسون مايحلو لهم ينهبون ويسرقون اموال الشعب الضعيف .
اما المظلوم فكان محمد خضر بو عزيزي (26عاماً ) الطالب الجامعي فقد ذل في وطنه وقهر وقد استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم من قهر الرجال, فكيف ومحمد بوعزيزي قد صفع وبصق على وجهه من قبل امرأة من العساكر, لم يقتل محمد ولم يسرق ولم يزني, وكل ذنبه انه اراد العيش بكرامة, لم يجد وظيفة بعد تخرجه من الجامعة فبحث عن عمل شريف وجده في بيع بعض الفاكهة والخضار على عربة لكي ينفق على امه وإخوته وتجنيبهم مذلة السؤال, فلاقى مالاقى لأنه ليس لديه تصريح بالبيع فما كان منه إلا ان ثأر لكرامته  بحرق نفسه .
وهنا لم يبرز قاضي واحد ليحكم بين الظالم والمظلوم وانما قضاة تمثلوا في شعب تونس بأكمله ومابين طرفة عين وإنتفاضتها ثار القضاة وحدثت الإنتفاضة التونسية الشريفة العزيزةبإجبار الظالم على التنحي والنتيجة الطرد من تونس
ان الله عزوجل يمهل ولا يهمل فقد دمر فرعون على يد الوليد الصغير الذي تربى في قصره (سيدنا موسى عليه السلام ) وانهت بعوضة صغيرة حياة النمروذ وضحى بوعزيزي بنفسه لتعيش امة ,واسقطت الإنتفاضة التونسية التي اتصفت بالمليونية بالرئيس زين العابدين بن علي, ولم تمنعهم القنابل المسيلة للدموع من دفع الظلم والتخلص من الرجل الذي لم يحكم بما انزل الله, ولأول مرة بعد حكمه تقطع الأخبار ليرتفع صوت الآذان, ويقوم الشباب بالصلاة حتى في الشوارع ,وقد قال الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي
إذا الشعب يوماً اراد الحياة                 فلابد ان يستجيب القدر
ولابد لليل ان ينجلي                         ولابد للقيد ان ينكسر
اما انا فأقول
اذا المظلوم يوماً دعا ربه                  فالوعد منه ان يستجيب
وسيرحل الليل بعد الظلام                    وستعود الشمس بعد المغيب
رحمك الله محمد خضر بو عزيزي ضحيت بنفسك فانتصرت لك امة0

هناك تعليقان (2):

  1. مبدعه دائما يادكتوره..اقف امام كتاباتك مستمتعه
    تأخذينا من الشارع للسياسه,الرياضه,المرافق الحكوميه
    حتى في محاكاتنا لانفسنا..وفي كل مجال تدخلينه تصيبي الهدف...لك كل التقدير

    ام عبد العزيز

    ردحذف
  2. ان الله هو الحكم العدل وقد حرم الظلم على نفسه فلم يظلم البشر بعضهم بعضا ، ان مأساة الشعب التونسي جعلت الجميع يعيدالنظر ولن يضيع حق وراءه مطالب
    سلمت يداك يا أماه على كل قضية تطرحينها تمس الانسانية من جميع الزوايا ، حفظك الله ورعاك وننتظر المزيد من الابداع والثقافة
    ابنتك فاطمة عبدالفتاح

    ردحذف